![]() |
ارتدي الحجاب لاني استحقه |
تجربة محجبة في أوروبا وأمريكا
قالت: وُلدت بالبوسنا بشرق أوروبا .. اسمي شيجنا مسلمة من والدين مسلمين .. لم أستطع يوما ممارسة شعائر ديني بحرية .. فقد كان المجتمع الشيوعي وقتها هو الحاكم ولم يكن يسمح بالحجاب .. اندلعت الحرب في البوسنا والهرسك فاضطر والديّ للفرار إلى ألمانيا .. لكن الحال لم يتغير كثيرا ، فالمدرسة التي قبلتني كتلميذة كانت مدرسة كاثوليكية ، ولم أعرف شيئا عن الإسلام ، بل كان من الواجب عليّ حضور حصص الدين المسيحي في الكنيسة حتى عرفت عن الكتاب المقدس أكثر مما عرفت عن القرآن ، ولكن والدتي استطاعت أن ترشدني على صغر سني ، فلم تكن تعنفني حينما أبلغها بآيات من الكتاب .. إنما كانت ترشدني لما هو صواب وخطأ بناءً على آيات القرآن الكريم وأننا مسلمون ولنا ديننا ولهم دينهم .. ورغم أن معرفتي ومعرفة والديّ بالإسلام كانت قليلة ومعرفتي بالمسيحية كانت أكثر نظرا لأن المدرسة لم تكن توفر لغير المسيحيين دروسا خاصة في الدين ، إلا أن الإسلام هو ما وقر في قلبي طوال مدرستي .. وكنت أتولى تعليم أختي الصغيرة كلما جاء رمضان كيف تصلي وتصوم ، وكنا نتابع أخبار المسلمين في العيد .. كانت الحياة مضطربة ..
وانتقلنا بعدها إلى الولايات المتحدة ، وفرحتُ كثيرا حيث الآن يمكنني اتخاذ أصدقاء مسلمين وغير مسلمين بحرية وممارسة ديني بدون ضغوط أو تقييد .. وفي بداية إحدى الأعوام، سألتنا المُدرّسة عن أسمائنا وجنسياتنا وأدياننا لنتعارف ، فقمتُ بكل فخر قائلة "أنا مسلمة" .. لم أكن محجبة وقتها ، ويبدو أنني كنتُ المسلمة الوحيدة في الفصل ، شعرتُ بالغربة ، وشعرتُ بالإحباط أكثر حينما وجدتُ أصدقائي يبتعدون عني .. أعلمُ جيدا أنهم ينفرون مما لا يعلمون ، ومن الصورة السيئة التي ينشرها الإعلام الأمريكي المحلي عن المسلمين أنهم متطرفون وإرهابيون .. لكن هذه المرة اتخذت القرار بأن أتعلم ديني جيدا ، وأواجه المجتمع وأواجه مخاوفي وأواجه أسئلة الناس عني وعن ديني .. مع الوقت شعرتُ بحاجتي للحجاب أكثر من أي وقت مضى ، شعرتُ بنقص في شخصيتي كامرأة مسلمة بدون حجاب ، ضميري يناديني دائما بالتستر ..
كنتُ في آخر سن المراهقة وأخبرتُ والدتي ، وبدى عليها الخوف الشديد ، ليس من الحجاب بالطبع وإنما من ردود فعل المجتمع الأمريكي من المحجبة .. ولكني عزمتُ على هذا الأمر وسأتحمل نتائجه .. مضى الوقت وواجهت صعابا كثيرة ، حتى تعرفت على شاب مسلم وتزوجنا وأنجبتُ طفلين توأمين والثالث بعدهما بسنتين .. الفضل كله يعود لله أولا ثم للظروف التي جعلت مني امرأة قوية ومتثقفة بالدين لم أعد أخشى نقد الناس ، اعتدتُ على نظرة المجتمع غير السوية لي ، ولكن حجابي جعل مني امرأة أكثر طيبة وحبا للمجتمع .. فأصبحتُ أنظر لأفعالي وردود أفعالي على أنها انعكاس لديني ومظهري .. أنا الآن أسعد من أي وقت مضى والحمد لله
شيجلا بيريس
أمريكا
..
No comments:
Post a Comment